بسم الله الرحمن الرحيم
الأولوية لتعليمات الطبيب فى العناية بالرضيع
كتبت - منال بيومى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أحيانا تتعارض نصائح الجدات بشأن طرق العناية بالمولود مع تعليمات الطبيب فتجد الأم نفسها في حيرة: هل تتبع نصائح الجدة صاحبة الخبرة أم تلتزم بما يقوله الطبيب؟
الدكتور حلمي أمين استشاري طب الأطفال يذكر لنا في هذه السطور أمثلة من طرق العناية بالمولود التي يحدث بشأنها تعارض شديد الوضوح ويبين أسباب تأكيده ضرورة اتباع تعليمات الطبيب. فمثلا كانت الجدات ينصحن بضرورة توفير السكون التام حتي يتمكن الرضيع من النوم بهدوء لكن الأطباء ينصحون بضرورة أن يتعود الرضيع علي النوم وأنت تقومين بأعمالك المنزلية اليومية فمن الممكن أن يستغرق في النوم علي الرغم من الضجيج الذي تحدثه أصوات المكنسة الكهربائية أو التلفزيون أو شقيقه الأكبر منه. فالواقع أن الطفل بعد أن يقضي مدة تسعة أشهر في رحم أمه يكون قد تكيف مع البيئة الصاخبة المحيطة به وأصبح قادرا علي النوم في مثل هذه البيئة.
< وعن حرص الأم في الماضي علي اتباع نظام غذائي صارم للطفل عقب ولادته بحيث يطعم كل ثلاث ساعات بشكل دقيق بدعوي عدم تعريضه للإصابة فإن معظم أطباء الأطفال يعترضون علي فرض برنامج غذائي علي الرضع. وينصح بعضهم بمتابعة حاجات الرضيع خلال الأشهر الثلاثة الأولي من حياته والاستجابة لرغبته في الطعام حتي ولوكانت كل ساعة. وعلي الأم أن تباعد الفترات بشكل تدريجي ما دام وزن الطفل مستمرا في الازدياد.
وعن إعطاء رضيعك بعض الحبوب المهروسة عند بلوغه الاسبوع السادس من العمر, وذلك لمساعدته علي النوم طوال الليل فإنه ليس هنالك من دليل علي أن الرضيع ينام بشكل أفضل إذا كان ممتلئ المعدة, ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن الرضع الذين تناولوا أطعمة صلبة في وقت مبكر جدا, يكونون أكثر احتمالا بان يصابوا بالحساسية لبعض الأطعمة. لذا من الأفضل البدء بإعطاء الرضيع أطعمة صلبة ابتداء من الشهر السادس بشرط إعطائه نوعا واحدا من هذه الأطعمة في كل مرة, وملاحظة النتائج والسبب في ذلك الابحاث الحديثة أثبتت أن ادخال الاطعمة يؤدي إلي خفض ادرار اللبن عند الأم, فالطفل الشبعان لايقبل علي الرضاعة وبالتالي يقل السحب والادرار. ويقول د. حلمي أمين: كثيرا ما سمعنا عن ضرورة وضع الرضيع للنوم في مهده علي بطنه, حيث يخشي بعض الأطباء من اختناق الطفل بسبب القيء أو السوائل المخاطية إذا نام علي ظهره والرد علي ذلك ان نومه علي بطنه يزيد من احتمال خطر الوفاة المفاجئة. كما يسبب ضغطا زائدا علي حجابه الحاجز, أو أنه يرغم الرضيع علي إعادة تنفسه لهواء الزفير الذي يحتوي علي القليل من الاكسجين والافضل نومه علي ظهره واذا احست الام برغبة الطفل في النوم علي الجانب فيفضل الجانب الايمن. ويجمع جميع المتخصصين اليوم علي أهمية إرضاع الطفل من ثدي أمه, لأن حليب الثدي يحتوي علي جسيمات مضادة تعمل علي تقوية المنظومة المناعية في جسم الرضيع. كما ان الابحاث أكدت فوائد الرضاعة الطبيعية لانها تقلل احتمالات الاصابة بالامراض المختلفة مثل الحساسية الصدرية والربو والتهابات الأذن و الاسهال والالتهابات الرئوية وأمراض السكر. أما التحذير من محاولات إيقاف الرضيع علي ساقيه مبكرا لان هذا قد يؤدي الي التواء عظام ساقيه, فان الرد علي ذلك ان ساقي الرضيع مرنتان, لذلك فإن الأطباء يشجعون علي مساعدته علي الوقوف لأن ذلك يقوي عظام ساقيه بشرط ان يتم ذلك في وضع مريح للرضيع ووفقا لرغبته واستعداده. وعن ضرورة ارتداء الرضيع حذاء غير مرن حتي يجد منه دعما كافيا لعظام قدميه فيري الدكتور حلمي أمين ان الأحذية المرنة ذات النعال اللينة هي الافضل للأطفال الرضع ومع ذلك يفضل ابقاء قدمي الطفل حافيتين أطول مدة ممكنة وهم يتعلمون المشي في داخل بيوتهم, وفي الخروج يفضل جورب أو حذاء.
وعن اعطاء أسبرين للأطفال ومسح بشرته بالكحول لترطيب جلده اذا ارتفعت درجة حرارته فإنه لا يجوز أبدا إعطاء الأسبرين للأطفال لأن ذلك يزيد لديهم احتمالات الاصابة بمتلازمة' راي' وهو اضطراب صحي وخطير, يمكن ان يصيب الأطفال في أثناء النقاهة من مرض فيروسي أما مسح جسم الوليد بالكحول لتخفيض الحرارة فانه يعطي مفعولا عكسيا, لأن الكحول يتبخر علي جلد الطفل, وهذا يزيد من درجة الحرارة. وعن استخدام المشاية في تدريب الطفل علي المشي, فإن الرد علي ذلك بأنها تعرقل المشي في الواقع ولا تساعد علي تعلمه, لأنها تسهل علي الطفل الحركة و الانتقال بسرعة بدون أن يبذل مجهودا كافيا. وأخطر من ذلك انها قد تتسبب في إصابته بإصابات بالغة اذا تمكن من الانتقال بها إلي السلالم مما قد يعرضه للخطر.
المصدر: جريدة الاهرام